في يومنا هذا لا حاجة للكلام كثيراً عن الطريقة التي تقوم التكنولوجيا بتغيير عالمنا بها، فنحن نعيش هذا التغيير كل يوم، ونرى كيف تُغير التكنولوجيا كل جانب من جوانب حياتنا بشكلٍ متسارع جداً، لكن وبسبب هذه التكنولوجيا، وبالذات بسبب الذكاء الاصطناعي، هناك اليوم العديد من مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، حيث ستقوم التكنولوجيا باستبدال العنصر البشري في هذه المهن، أو ستُلغي الحاجة على هذه المهن من الأساس.
فالآلات تفوقت على القوة البشرية بشكلٍ كبير، والذكاء الاصطناعي قادر على تقديم حلولٍ تعجز العديد من العقول البشرية عن تقديمها، كما يُقدم العلم لنا يومياً حلولاً جديدة للعديد من احتياجات الحضارة البشرية تُلغي حاجتنا إلى العديد من المهن القديمة، لذا من الطبيعي أنّ نرى اليوم العديد من مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، لا بل أن نرى كيف بدأت بعض هذه المهن بالزوال بالفعل.
سنتحدث في مقالنا اليوم عن بعض مجالات العمل المهددة بالانقراض وما الأسباب خلف ذلك:
1. عمال البناء
يُعد البناء من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض، ودائماً ما ميز البناء نهضة الحضارة البشرية، فدائماً ما كان البناء يرمز لتقدم الحضارة البشرية، حيث رأينا كيف أصبحنا نمتلك اليوم ناطحات سحابٍ كبيرة وضخمة جداً، وأبنية لم يكن ليحلم الناس من قبل بإمكانية بنائها، وقد تطور البناء مع تقدم العلم، حيث أصبحنا نعتمد اليوم على قدرٍ كبير من الآلات وعددٍ قليل جداً من البشر، وهذا تسبب في نقص فرص العمل في هذا المجال.
لكن التطور الكبير الحاصل في مجال الصناعة الروبوتية قد يعني أننا في المستقبل قد لا نحتاج لأي عنصرٍ بشري في عملية البناء، حيث ستكون الآليات المبرمجة قادرة على القيام بالمهمة بنفسها بأكمل وجهٍ، لا بل بدقة أعلى من أي عنصرٍ بشري، لذا يُمكن القول أنّ البناء من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، بل أنّ فرص العمل في هذا المجال هي بالفعل في تناقصٍ مستمر.
2. السائقون
يُمكن القول أنّ مجال عمل سائقي سيارات النقل العام أو شاحنات نقل البضائع من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، فقد رأينا بالفعل بالسنوات الأخيرة الثورة التي افتعلتها السيارات القادرة على قيادة نفسها ذاتياً، فقد بدأت بالفعل بعض الشركات الكبيرة مثل غوغل باعتماد هذه السيارات، وبدأت شركاتٍ ضخمة بإنتاجها.
وبينما ما زال استعمال هذه السيارات الثورية محدوداً، إلا أنّنا نتوقع انتشارها بشكلٍ كبير في المستقبل الكبير، وهو ما سيُلغي الحاجة لوجود سائقين محترفين يعملون في مجال نقل البضائع والأشخاص، حيث يُمكن لهذه السيارات استبدالهم بشكلٍ كبير جداً، لذا يُمكن القول أنّ هذا المجال من مجالات العمل المهددة بالانقراض حقاً.
3. العمال في مطاعم الوجبات السريعة
في عالمنا الحالي تُعد مطاعم الوجبات السريعة من أهم المعالم الحضارية المعاصرة، حيث أنّ نمط حياتنا المعاصر يتطلب وجود أماكن منتشرة بشكلٍ كبير حيث يُمكن لأي كان تناول وجبة سريعة وشهية ومغادرة المطعم، لكن مجال عمل عمال هذه المطاعم من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل الكبير وذلك بسبب التطور التكنولوجي الكبير.
تقوم هذه المطاعم بتوظيف عددٍ كبير من الأشخاص، حيث تتوزع المهام بين تلقي طلبات الزبائن وإعداد الوجبات، لكن التكنولوجيا بدأت بالفعل في استبدال العنصر البشري في هذا القطاع الكبير من العمل، حيث أصبح بإمكان الزبائن في العديد من مطاعم الوجبات السريعة طلب الوجبة التي يرغبون بتناولها عبر شاشةٍ ذكية موضوعة في المطعم مما يُلغي الحاجة لوجودٍ موظفٍ يتلقى الطلبات.
كما أنّ العديد من مطاعم الوجبات السريعة بدأت بالفعل باستبدال الطهاة بروبوتاتٍ قادرة على إعداد الطعام بشكلٍ أدق وأسرع وأعلى فاعلية، حيث أنّ الوجبات التي تقدمها هذه المطاعم عبارة عن وصفاتٍ ثابتة بمكونات محددة سلفاً وبمقاديرٍ محددة بدقة، مما يلغي الحاجة إلى الإبداع البشري ويجعل الدقة التي تقدمها الآلات أكثر أهمية، لذا يمكن القول أن مجالات العمل في هذا القطاع الهام جداً من أهم مجالات العمل المهددة في الانقراض في المستقبل القريب.
4. العاملون في المجالات الزراعية
يُعد مجال العمل هذا من أهم محالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، بل أنّ فرص العمل في هذا المجال بدأت بالفعل تتناقص بشكلٍ كبيرٍ جداً ومخيف، فالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بدء بالفعل يستبدل المزارعون ويقدم نتائج مبهرة، حيث توجد اليوم في العالم الغربي العديد من المزارع التي تستخدم الآلات بشكلٍ كامل دون وجود أي عنصرٍ بشري.
فقد قمنا بصناعة روبوتاتٍ قادرة على الزراعة والري والاهتمام بالمحاصيل بجودةٍ عالية جداً، كما أننا قمنا بتصميم آلاتٍ قادرة على استخراج حليب البقر والماعز وغيرها، واستخدام الحليب لصناعة الجبنة وغيرها من المنتجات، كما قمنا بصنع آلاتٍ قادرة على الاهتمام بالدواجن بشكلٍ كامل، كل هذا يجعل مجال العمل الزراعي من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض بالمستقبل القريب.
5. المحاسبون
في العالم التجاري المعاصر يُعد المحاسبون من أهم العاملين في الشركات الكبيرة، لكن العديد من الشركات الكبيرة بدأت بالفعل باستبدال المحاسبين ببرمجيات حاسوبية متقدمة قادرة على القيام بالمهام الموكلة إليها بجودةٍ عالية جداً وبأخطاءٍ أقل بكثير، كل هذا يجعل المحاسبة من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل الكبير.
6. الصحافة الورقية
تُعد الصحافة الورقية من أهم محالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب جداً، بل أنّها بدأت بالفعل بالانقراض في العديد من البلدان، فالصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية قامت بجعل العديد من الناس يستغنون عن الصحف الورقية في حياتهم اليومية.
7. وكلاء السفر
بينما كانت وكالات السفر من أهم مجالات العمل في العقود الماضية إلا أنّها اليوم من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل الكبير، فالحلول التي تُقدمها التكنولوجيا اليوم والتي أتاحت للناس إمكانية التخطيط للرحل وحجز كل ما يحتاجونه مجاناً عبر استخدام هواتفهم الذكية فقط جعلت العديد من وكالات السفر تُغلق بالفعل.
8. عمال المناجم
في الحقيقة فهذا المجال المهم جداً مهدد بالانقراض لعدة أسباب، السبب الأول هو أنّ العديد من الشركات بدأت تستبدل العنصر البشري بآلاتٍ متطورة قادرة على القيام بالعمل بدقةٍ وفاعلية أكبر، أما السبب الثاني فهو الاكتشافات العلمية المستمرة في مجال الطاقة النظيفة والتي تجعل الحاجة للفحم الطبيعي أقل بكثير من قبل، حيث أنّ كل هذا جعل هذا المجال من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، بل أنّ الأزمة الناتجة عن انقراض هذا المجال بدأت تترك أثرها بشكلٍ واضح بالفعل في العالم الغربي.
9. خدمات البريد
بينما ما زال البريد الورقي أمراً ضرورياً لا يُمكن الاستغناء عنه بشكلٍ كامل إلا أنّ الحاجة إليه بتناقصٍ مستمر وذلك بفض البريد الإلكتروني الذي حل مكان البريد الورقي في العديد من المجالات، كل هذا يجعل العمل في هذا المجال أمراً خطراً لكون هذا المحال من أهم مجالات العمل المهددة بالانقراض في المستقبل الكبير.
بالطبع يُوجد العديد من مجالات العمل الأخرى المهددة بالانقراض في المستقبل القريب، بل أنّ بعض الدراسات تتوقع انقراض 50% من مجالات العمل التي نعرفها اليوم، أو تغيرها بشكلٍ كبير على الأقل، لذا يبدو المستقبل مُرعباً بحق.
المصدر: 