المبرمجون والقهوة، علاقة أزلية متينة بدأت منذ سنوات طويلة واستمرت حتى يومنا هذا!
23/02/2020 - معلومات عامة - 13011
تتواجد دائمًا على مكتب المبرمج ولا تتركه وحيدًا، تساعده في رحلته اليومية وتوفر له الطاقة التي يحتاجها كي يصبح مبرمجًا أفضل، إنها القهوة أحد أفضل أصدقاء المبرمج، اعتاد معظم المبرمجين على ارتشاف القهوة أثناء كتابة الرموز البرمجية. ليس فقط القهوة، فبعضهم يشرب البيرة أو مشروبات الطاقة أثناء كتابة تلك الرموز، ولكن للقهوة مكانها الخاص حتى أن شعار لغة البرمجة الأسطورية JAVA هو فنجان قهوة.
لماذا يكثِر المبرمجين من شرب القهوة؟
لشرح آلية عمل القهوة فعليك أن تعلم أن دماغ الإنسان يحتوي بداخله على الكثير من المكونات منها: المستقبلات العصبية والأدينوزين (ناقل عصبي)، عندما يرتبط الأدينوزين بمستقبلات الأدينوزين يبدأ الشعور بالنعاس (Zzzz …).
لكن عندما يدخل الكافيين الذي تحتويه القهوة بنسبة كبيرة، فإن المستقبلات ترتبط بالكافيين بدلًا من الأدينوزين مما يعطل ارتباط الأدينوزين بمستقبلاته العصبية لأن هذه المستقبلات تفضل الارتباط بالكافيين أكثر وذلك يعني أنه بعد 5 دقائق من شرب القهوة، سنحصل على المزيد من الطاقة!
لكن لدينا جانبان مهمان حينها: الجانب الجيد هو أن تأثير الكافيين يستمر فقط بعد 5 دقائق، مما يمنح المبرمج المزيد من الطاقة وقدرة قوية على التركيز، أمّا الجانب السيئ هو أن استهلاك كميات صغيرة من القهوة يؤدي إلى الاعتياد وبالتالي تحتاج إلى المزيد من القهوة حتى تشعر بتلك الطاقة، وأفضل وقت لإعداد كوب من القهوة حينما تشعر بوجود فكرة ما وكل ما تحتاجه هو التركيز فقط على العمل لتطويره.
اقرأ أيضًا: ما هي المنتجات الرقمية وما هي أكثر المنتجات الرقمية ربحًا على الإنترنت؟
لماذا يفضل المبرمجين العمل ليلًا؟
أي إنسان حتى المبرمج بحاجة ماسة للنوم في الليل، حتى يشعر بمزيد من النشاط والتأهب للعمل خلال اليوم فلا وجود لهذا النوع من البشر الخارقين الذين يعملون بنشاط دون ساعات نوم كافية،
لماذا إذًا نقوم كمبرمجين بعملنا الأكثر تعقيدًا والذي يحتاج إلى المزيد من التركيز عندما يرغب الدماغ في النوم ونقوم بمهام أبسط عندما يكون الدماغ مستعدًا للعمل؟ ببساطة لأن الإرهاق والشعور بالتعب يؤدّي إلى نتائج أفضل.
وفقًا لقاعدة ذروة بالمر Ballmer’s Peak يمكن أن يجعلنا التعب أكثر تركيزًا لأنه عندما يكون الدماغ متعبًا، يجب أن يركز أكثر على العمل! لا يوجد ما يكفي من الطاقة والوقت حتى يتحمل مضار فقدان التركيز، وخلال النهار تعتقد أنك سوف تعمل بشكل أفضل فلديك الكثير من الطاقة، والكثير من القدرة الذهنية لكنك بدلًا من ذلك تقوم بالعديد من الأمور غير الضرورية ولا تستطيع التركيز في العمل لأكثر من ثانيتين.
ذلك يعني أنك ستنجز مقدارًا أقل من المتوقع من عملك، حتى بعد شرب الكثير من القهوة أو مشروبات الطاقة في هذا التوقيت غير المناسب، ويتسبب لك هذا بفرط نشاط زائد لكنك ما زلت تضيع الوقت فتارة تتحقق من حسابك في تويتر وبعدها تتابع أخبار المخترقين، ولكنك عندما تشعر بالتعب وتبدأ بالبرمجة وكتابة الرموز، حتى دماغك المتعب قليلًا يمكنه أن يركز لساعات وساعات في العمل دون التفكير في التحقق من تويتر أو فيسبوك، وكأن الإنترنت لم يعد موجودًا.
اقرأ أيضًا: Swift، لغة فعالة تمكن الجميع من ابتكار أروع التطبيقات
لكن بالنظر إلى الجانب الآخر فما هي أضرار عملك حتى ساعة متأخرة من الليل؟
نصادف السيناريو التالي مرارًا وتكرارًا: الموعد النهائي لتسليم العمل يقترب وما زلت متأخرًا عما خططت له، وتحتاج إلى المزيد من الوقت لإكمال جميع المهام الخاصة بك، وتحتاج إلى كتابة المزيد والمزيد من التعليمات البرمجية، لذلك عليك أن تكون مستيقظًا لوقت متأخر من الليل ولا زلت تعتقد أنه لو توفر المزيد من الوقت لديك، فبإمكانك القيام بعمل أفضل وتسليم العمل بالموعد المحدد.
الساعة الآن 11:30 مساءً في هذه الساعة تشعر بالنعاس ويبدأ جسدك يطالبك بالنوم، لكن عليك أن تبقى متيقّظًا تحتاج المزيد من الطاقة لإتمام العمل، فتقرر تحضير كوب من القهوة الساخن وحينها تشعر أنك أفضل بكثير فقد زودك الكافيين بساعتين إضافيتين من العمل ولا يزال هناك 10 أخطاء عليك إصلاحها، لكن طاقتك بدأت بالنفاذ حتى بعد القهوة… فتقرر شرب مشروب الطاقة حتى تستمر بكتابة التعليمات البرمجية.
لقد أنجزت مهمتك وقمت بإرسال العمل للشركة وتشعر بارتياح كبير لما قدمته فقد أكملت جميع المهام المسندة إليك وتعتقد أن المبرمجين الآخرين في فريقك سيشعرون الآن أنك مبرمج رائع! فقد استطعت إنهاء عملك في الوقت المحدد وإرساله في ساعات الصباح الباكر، لكن في تمام الثامنة صباح، يرن الهاتف والمتصل هو زميلك في الفريق، ويخبرك بوجود أخطاء جديدة في العمل الذي أنجزته في وقت متأخر من الليل! ولكن كيف حدث ذلك؟ فقد كان هناك 10 أخطاء فقط للتعامل معها وقد قمت بإصلاحها جميعها أو هذا ما تعتقده، فماذا حصل؟ فعلت كل شيء وفقًا للخطة.
لقد صدّقت تلك الخدعة التي تظهر في الأفلام التي تتحدّث حول المبرمجين وصدقت تلك الأسطورة القائلة أنه كلما ازداد عدد التعليمات البرمجية التي تكتبها ليلًا وأنت مرهق فذلك يعني مستقبلًا برمجيًا أفضل، وأن النوم هو مجرد شيء صغير يمكنك التضحية به لتصبح مبرمجًا عظيمًا، ولكن للأسف لقد كانت هذه الأخطاء الجديدة بسبب سهرك ساعات متأخرة من الليل وأنت تعمل، حيث أظهرت التجارب أن الحرمان من النوم يؤثر على قدرتك على التعلم فبعد البقاء مستيقظًا لمدة 16 ساعة يبدأ التعب بالتغلغل إلى الدماغ فإن كنت ترغب في الحفاظ على نشاطك، عليك الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم كل يوم.
اقرأ أيضًا: ما هي المهارات العشرة الأكثر أهمية في التسويق الرقمي في عام 2020؟
تبقى القهوة أحد المشروبات المفضلة لدى الكثيرين حول العالم وليس فقط المبرمجين، تحضيرها عند الحاجة في الوقت المناسب وبشكل معتدل سيمنحك الفوائد المرجوة منها، ولكن الإكثار منها سيحرمك هذه الفوائد عزيزي المبرمج.
المصدر: