اجهزتك كاملة مكملة > خصم 5٪ على آلاكسسوارات الاصلية و10٪ على الاخرى .. اضغط للتفاصيل>

القفزة الرقمية لألبانيا: دييلا، أول وزيرة في التاريخ من الذكاء الاصطناعي

05/10/2025 - معلومات عامة - 44
القفزة الرقمية لألبانيا: دييلا، أول وزيرة في التاريخ من الذكاء الاصطناعي

 

 

في سبتمبر 2025، خطفت ألبانيا أنظار العالم حين أعلن رئيس الوزراء إدي راما عن انضمام عضوة جديدة إلى حكومته — عضوة لا تملك جسدًا!
العضوة هي دييلا (وليس “دييلا” كما ورد في بعض التقارير)، مساعدة رقمية طُوِّرت بتقنيات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت.
راما وصفها بأنها «عضو في الحكومة غير موجود جسديًا»، ووعد بأن تساعد في جعل المناقصات الحكومية خالصة من الفساد بنسبة 100%.
لكن رغم الحماس الكبير، أثارت الخطوة أسئلة حول الشرعية، والمساءلة، ومخاطر منح الخوارزميات سلطة إدارة المال العام.


من هي دييلا؟

دييلا هي مساعدة افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي، واسمها يعني «الشمس» باللغة الألبانية.
أُطلقت رسميًا في يناير 2025 عبر بوابة الحكومة الإلكترونية لمساعدة المواطنين في استخراج الوثائق الرقمية، حيث أنجزت أكثر من 36 ألف معاملة و1000 خدمة إلكترونية.
وتظهر دييلا بصريًا في هيئة امرأة ترتدي الزي الألباني التقليدي، ما منحها لمسة رمزية تجمع بين الأصالة والحداثة.

 


هل عُيّنت دييلا فعلاً وزيرة؟

نعم، لكن التعيين رمزي أكثر منه عملي.
في 11 سبتمبر 2025، قدّم راما دييلا رسميًا خلال مؤتمر لحزبه الاشتراكي، وأكدت وسائل إعلام عالمية مثل الجزيرة ورويترز والغارديان وأسوشييتد برس الخبر.
تولت دييلا ملف المناقصات العامة بهدف مكافحة الفساد، لكن خبراء القانون أشاروا إلى أن دستور ألبانيا يشترط أن يكون الوزراء مواطنين بالغين يتمتعون بالأهلية العقلية، ما يجعل صفة دييلا الوزارية بلا سند قانوني حقيقي.


كيف تعمل دييلا؟

لم تُكشف التفاصيل التقنية الكاملة، لكن خبراء التقنية يرون أنها تعتمد على نماذج لغوية ضخمة (LLMs) شبيهة بتلك التي تشغّل ChatGPT.
تحلل دييلا بيانات المناقصات وتقيّم العروض وتوصي بقرارات قائمة على الشفافية.
لكن كما يقول الخبير الرقمي إيريون كوراي: «أي ذكاء اصطناعي يعتمد على جودة البيانات التي يتلقاها؛ إن كانت البيانات منحازة، ستكون النتائج كذلك.»


لماذا تلجأ ألبانيا إلى الذكاء الاصطناعي؟

الفساد في المناقصات كان أحد أبرز تحديات ألبانيا في سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
إدي راما رأى في الذكاء الاصطناعي وسيلة للقضاء على المحسوبية والرشوة.
قال مازحًا: «دييلا لا تنام، ولا تتقاضى راتبًا، وليس لها أقارب!» — في إشارة لظاهرة الواسطة.


الجدل القانوني والسياسي

قوبل التعيين بموجة من الانتقادات.
المعارضة وصفت الخطوة بأنها «مهرجان سياسي بلا أساس قانوني»، فيما أكد الرئيس الألباني أن المنصب يحتاج إلى تعريف قانوني جديد.
ورغم ذلك، ألقت دييلا أول خطاب لها أمام البرلمان عبر شاشتين عملاقتين، مؤكدة أنها «لا تسعى لاستبدال البشر بل لمساعدتهم».


هل لدييلا سلطة حقيقية؟

حتى أكتوبر 2025، ظل دورها رمزيًا إلى حد كبير.
فالقرارات النهائية ما زالت بيد رئيس الوزراء، والعقد المستخدم لصورتها الرقمية — المستندة إلى الممثلة أنيلا بيشا — ينتهي بنهاية عام 2025، ما يجعل مستقبل “الوزيرة” غير واضح.


الذكاء الاصطناعي في الحكومات: تجربة عالمية

تسير عدة دول على الطريق نفسه.
في بريطانيا، تُستخدم منظومة “همفري” لمساعدة الموظفين على مراجعة السياسات، وفي فرنسا تم إنشاء منصب وزيرة للذكاء الاصطناعي.
لكن تبقى تجربة ألبانيا هي الأولى التي تعيّن فيها حكومة وزيرة رقمية بالكامل.


ما بين الشفافية والمخاطر

تجربة دييلا تمثل مفترق طرق بين الطموح التقني والمسؤولية الأخلاقية.
فبينما يُنتظر أن تجلب الشفافية، يخشى البعض من تحوّل الخوارزميات إلى صندوق أسود جديد لا أحد يعرف كيف يتخذ قراراته.
كما يبقى السؤال مفتوحًا: من يتحمل المسؤولية إذا أخطأت الآلة؟


الخلاصة

الخبر عن تعيين “دييلا” صحيح، لكنه يحتاج إلى فهم دقيق:
هي أول وزيرة رقمية في التاريخ، نعم، لكن صلاحياتها محدودة وإطارها القانوني غامض.
الخطوة تُعد تجربة جريئة في الحكم الرقمي، بين وعدٍ بالقضاء على الفساد وخطر الانزلاق إلى بيروقراطية آلية لا تُحاسب.
العالم يراقب، وألبانيا تخوض تجربة قد تُعيد تعريف معنى “الوزارة” في عصر الذكاء الاصطناعي.


📚 المصادر

  1. Al Jazeera – Albania names Diella, the world’s first AI “minister”

  2. Reuters – Albania appoints AI minister to oversee public tenders

  3. The Guardian – Albania’s new AI minister Diella sparks global debate

44 0 0

اضغط هنا واحصل على اخر العروض والمنتجات