كل ما تحتاج لمعرفته عن نظارة Vision Pro الجديدة من آبل
بعد سنوات طويلة من البحث والتطوير؛ دخلت شركة آبل في فئة جديدة من المنتجات بنظارتها الذكية للواقع المختلط (Vision Pro) المبتكرة
التي تجمع بين الواقع الافتراضي والمعزز بطريقة لا تفصل المستخدم عن الواقع المحيط كما كان يحدث من قبل، ولكنها لن تكون متاحة في الأسواق حتى أوائل عام 2024.
يُعد الإعلان عن الجهاز في وقت باكر هكذا أمرًا غير معتاد بالنسبة لشركة آبل، ولكنها فعلت ذلك لمنح المطورين الوقت اللازم لإنشاء تطبيقات لنظام (VisionOS) للواقع المختلط الجديد تمامًا.
قال (تيم كوك) الرئيس التنفيذي لشركة آبل عن نظارة (Vision Pro) الجديدة:
“إنها منتج ثوري فهي منصة حوسبة مكانية جديدة تمامًا، ستغير من كيفية تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا، ومع بعضهم، ومع العالم من حولهم”.
يُقال إن نظارة آبل الجديدة من المتوقع أن تُحدث التأثير نفسه الذي أحدثه إطلاق حاسوب ماكنتوش وهاتف آيفون، ورسالة آبل بشأنها واضحة: بعد حوسبة سطح المكتب والأجهزة المحمولة، سيكون العصر التكنولوجي القادم هو عصر (الحوسبة المكانية) Spatial Computing – المعروفة أيضًا باسم الواقع المعزز – حيث يُوضع المحتوى الرقمي فوق العالم الحقيقي من حول المستخدم ويبدأ بالتفاعل معها.
لذلك سنستعرض في هذا المقال كل ما تحتاج لمعرفته عن نظارة Vision Pro الجديدة من آبل، لماذا تعتبر ثورة تقنية في مجال نظارات الواقع الافتراضي على الرغم من وجود منافسين لها؟
أولًا؛ التصميم:
تأتي نظارة (Vision Pro) بتصميم رائع ومبتكر؛ يشبه نظارات التزلج، وتتكون من أربعة أجزاء رئيسية، وهي:
- الجزء الأول: الهيكل المصنوع من الألمنيوم – الذي يحمل مكونات النظارة، وهي: الواجهة الزجاجية، والمعالج، والكاميرات، وأجهزة الاستشعار.
- الجزء الثاني: الجزء الذي يُثبّت على وجه المستخدم، وهو عبارة عن مساحة قماشية مثبتة على جهة النظارة المواجهة لوجه المستخدم تطلق عليها آبل اسم (Light Seal).
- الجزء الثالث: حزام الرأس وهو عبارة عن شريط يثبت مغناطيسيًا على الجزء الثاني، ويضم زرًا يُسمى (Fit Dial) لضبط النظارة على الرأس.
- الجزء الرابع: هو البطارية الخارجية المتصلة بالنظارة عبر كابل سهل اللف ومتين – يشبه كابل MacBook MagSafe أو كابل طاقة iMac – مما يتيح لك وضعها في الجيب الخلفي أثناء استخدامها بسهولة.
ومثل نظارات الواقع الافتراضي الأخرى؛ تلتف Vision Pro تمامًا حول رأسك باستخدام الشريط الخلفي الذي يمكن تبديله بسهولة، ويضم زر (Fit Dial) لضبط وضع النظارة على الرأس.
ويوجد في الجانب الأيمن العلوي في الهيكل زر دوار – مشابه للزر الدوار الموجود في ساعة آبل- يتيح لك الانتقال بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
يضم الإطار المصنوع من الألمنيوم القوي شاشات العرض، والمعالجات، وخمسة أجهزة استشعار، وستة ميكروفونات، و12 كاميرا تقوم بالتقاط ملايين البكسلات في الثانية الواحدة للعالم الحقيقي أمام المستخدم.
وعلى عكس كل نظارات الواقع الافتراضي الأخرى المتوفرة حاليًا تقريبًا، لا تحتاج نظارة (Vision Pro) إلى أي ملحقات خارجية للتحكم،
وبدلاً من ذلك؛ تتبع النظارة حركات عينيك، وتتعرف على إيماءات اليد، فضلاً عن الأوامر الصوتية.
بالإضافة إلى ذلك ستعمل (Vision Pro) مع ملحقات البلوتوث مثل: Magic Keyboard و Magic Trackpad،
وغيرها من الملحقات الخاصة بشركات أخرى، وتعتبر رائعة للتعامل مع جداول البيانات المعقدة ورسائل البريد الإلكتروني الطويلة، كما تقول آبل.
كيف تعمل نظارة Vision Pro؟
تعتبر عيناك هي الجزء الأساسي في كيفية عمل هذه النظارة، إذ يمكنك التحكم في Vision Pro من خلال تتبع العين مع إيماءات يدك وصوتك، كما أنها تعتمد على عينيك للمصادقة، حيث تقوم ميزة (OpticID) الجديدة من آبل بمسح قزحية العين لفتح Vision Pro – مثل تقنية FaceID في هواتف آيفون – وللتأكد من هوية المستخدم عند إجراء عمليات الدفع داخل التطبيقات.
تتعقب كاميرات الأشعة تحت الحمراء داخل Vision Pro عينيك، بينما الكاميرات المتجهة إلى الأسفل على الجزء الخارجي من الهيكل والمستشعرات تستشعر الأشياء حول Vision Pro لحظيًا، وتتبع مواقعها.
تعمل النظارة بمعالجين: الأول: معالج M2 المخصص لحواسيب ماك، الذي يقوم بمعالجة الرسوميات والبيانات، والثاني: معالج R1 الجديد كليًا الذي يقوم بمعالجة البيانات التي جمعتها المدخلات الموجودة في النظارة.
حيث تتصل جميع مدخلات (Vision Pro) بما يشمل: عشرات الكاميرات وخمسة أجهزة استشعار وستة ميكروفونات، بمعالج (R1) وهو معالج جديد من إنتاج شركة آبل مصمم لمعالجة البيانات، ويبث صورًا جديدة إلى شاشة النظارة في غضون 12 ميلي/ الثانية أي أسرع 8 مرات من غمضة العين.
يدعم معالج (R1) أيضًا ميزة تُسمى (EyeSight) وهي إحدى ميزات Vision Pro التي تجعل شاشة النظارة تبدو شفافة لتعرض لك ما يدور في محيطك، وتتيح لك التحدث مع من حولك أثناء ارتدائها.
تتميز نظارة آبل (Vision Pro) عن جميع منافسيها في السوق بنحافة التصميم، مما يجعل عيون مرتديها أقرب إلى شاشاتها، ونتيجة لذلك يمكن أن تكون تجربته غامرة أكثر.
ولضمان نحافة التصميم؛ لم تُضمن آبل البطارية في جسم النظارة، بل جعلتها مرتبطة بها عبر كابل، وتقدم البطارية ما يصل إلى ساعتين من الاستخدام، كما يمكنك استخدامها طول اليوم عند توصيلها بالكهرباء.
وبالنسبة للأشخاص الذين يرتدون نظارات طبية، تحتوي نظارات الواقع الافتراضي الموجودة حاليًا في السوق مثل: Meta Quest و HTC Vive على مساحة كافية لاستيعاب النظارات، لكن نحافة تصميم نظارة آبل لا تسمح بذلك؛ وهذا ما دفع آبل للشراكة مع شركة (Zeiss) لابتكار عدسات طبية لمرتديها تُثبت مغناطيسيًا في شاشة النظارة. وستُباع هذه الملحقات بشكل منفصل، ولكن تكلفتها غير معروفة حاليًا.
ما هي استخدامات Vision Pro؟
تريد آبل منك استخدام Vision Pro في كل شيء سواء للاستخدام الشخصي أو المهني، إذ يمكنك استخدامها لمتابعة عملك عبر مجموعة من الشاشات الرقمية الكبيرة غير المرئية لأي شخص آخر في الغرفة، ويمكنك أيضًا استخدامها لمشاهدة الأفلام وممارسة الألعاب عبر شاشة افتراضية بعرض 100 قدم، أو إجراء محادثات FaceTime مع الأصدقاء.
وواحدة من الميزات المهمة في هذه النظارة أنها ستتيح لك استخدام التطبيقات التي تستخدمها بالفعل يوميًا في أجهزة آبل الأخرى مثل: آيفون وماك، إذ يمكن للمستخدمين ربط أجهزة ماك بالنظارة لاسلكيًا، مما يؤدي إلى إنشاء شاشة 4k هائلة لمضاعفة قدرة العمل ووضوح الشاشة.
تعمل نظارة (Vision Pro) وجميع تطبيقاتها استنادًا إلى نظام تشغيل جديد يُسمى (VisionOS) – تصفه آبل بأنه أول نظام تشغيل مصمم من أجل الحوسبة المكانية – وبذلك سيكون لدى النظارة أيضًا نسختها الخاصة من متجر التطبيقات، إذ تقول آبل: “إن مئات الآلاف من تطبيقات آيفون وآيباد ستكون متاحة للنظارة عند طرحها للبيع.
كما أن أحد الأسباب التي دفعت آبل إلى الإعلان عن النظارة قبل عدة أشهر من إطلاقها هو منح المطورين الفرصة لإنشاء تطبيقات جديدة أو تكييف التطبيقات الحالية مع نظام التشغيل الجديد لتستفيد من إمكانيات الواقع المعزز والافتراضي، على سبيل المثال يمكنها الاستفادة من الكاميرا الثلاثية الأبعاد لالتقاط صور ومقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد.
متى يمكنك شراؤها؟
أعلنت آبل أن النظارة الجديدة ستتوفر مطلع العام المقبل في الولايات المتحدة، وقد أشارت آبل عبر موقعها الرسمي إلى أنها ستطلقها في المزيد من البلدان في وقت لاحق من العام المقبل.
آبل تعرف أن تقنيتها هي الرائدة في هذا المجال، ولكن هذا يرجع أيضًا إلى تكلفة الأجهزة المخصصة وانخفاض حجم المبيعات المتوقع. ومن المعتاد أن تكلف التكنولوجيا المبتكرة الكثير عند إطلاقها، ولكن عادةً ما تنخفض الأسعار بمرور الوقت إذا كان الطلب على الجهاز يسمح للشركة المصنعة بتقديم طلبات أكبر بشكل متزايد.
لذلك من المتوقع أن تطلق آبل نموذجًا أرخص وأكثر انسيابية من Vision Pro بمرور الوقت، كما فعلت مع هواتف آيفون.
المصدر : موقع