لعبة NeMO-Net هي لعبة جديدة من تطوير وكالة الفضاء الأمريكية NASA يقوم فيها اللاعب بتصنيف الشعاب المرجانية عن طريق تلوين صور ثنائية الأبعاد ومجسمات ثلاثية الأبعاد لتلك الشعاب، وعند التقدم بالمراحل يمكن للاعبين تصنيف أعمال اللاعبين الآخرين لاكتشاف أنواع الشعب المرجانية والبيئات والمخلوقات المتنوعة في جميع أنحاء العالم.
تعمل لعبة NeMO-Net على أجهزة أيباد iPad وهواتف أيفون iPhone، بالإضافة إلى حواسيب Mac وهي متاحة للتحميل بشكل مجاني عبر متجر أبل ستور عن طريق الرابط هنا.
ما الهدف وراء لعبة NeMO-Net؟
تعمل الأقمار الصناعية التابعة لناسا على التقاط صور لكل ما يحدث على سطح الأرض ونقصد هنا اليابسة التي تغطي أكثر من ربع المساحة الإجمالية للكوكب بقليل 29%، وتقوم الوكالة بتخزين تلك المعلومات والاستفادة منها في مجالات عديدة، أما المساحة المتبقية فتغطيها البحار والمحيطات بمساحة تقارب 70%، وكما يعلم الجميع فأبعاد الأشياء تحت سطح الماء تكون مشوهة، وخاصة بوجود الأمواج التي تجعل من الصعب تمييز أي شيء في القاع، فكيف تمكّنت ناسا من تحديد نوع وحجم تلك الشعاب المرجانية المتنوعة وكيف يمكننا مساعدتها في ذلك.
كيف تعمل تقنية Fluid Lensing
مشغل الفيديو
يتم التقاط صور لأعماق البحار في مناطق تكاثر الشعاب المرجانية باستخدام كاميرات جديدة عالية الدقة تقارب دقتها 1mm تسمى FluidCam، ليتم فيما بعد إزالة التشوهات الناتجة عن الأمواج وإرسال تلك النماذج إلى اللعبة، والتي سيعمل فيها اللاعبون على تحويل الصور إلى أشكال ثلاثية الأبعاد ومن ثم تحسينها وتصحيح الأخطاء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وستقوم اللعبة بإرسال جميع الصور إلى الحواسيب العملاقة التي تستفيد منها لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي للحصول على أول خارطة للشعاب المرجانية في العالم، بعد ذلك ستبدأ المرحلة الثانية بالعمل على الأرشيف التاريخي الضخم الذي تمتلكه ناسا والذي يقارب ثلاثة عقود من الزمن بهدف تصنيف الشعاب المرجانية ومعرفة عمرها وتوزّعها وتاريخها للمساهمة في حمايتها وتحسين انتشارها.
التحديات التي تواجه المشروع
صور الشعاب المرجانية المتوفرة حاليًا والتي تم التقاطها عن طريق الأقمار الصناعية مشوهة للغاية بسبب انكسار الضوء على سطح الماء والدقة المنخفضة نسبيًا بالمقارنة مع دقة تصوير اليابسة، بالإضافة للبعد الكبير الذي تم التقاط الصور منه والذي يبلغ عشرات الكيلومترات في الفضاء الخارجي للأرض.
مع دخول تقنية FluidCam للخدمة والتصوير القريب باستخدام الطائرات المسيرة على ارتفاع أمتار قليلة والنتائج المذهلة التي تم الحصول عليها، يبدو كل شيء تم التقاطه من الفضاء الخارجي دون جدوى فعليًا، كالتصوير العادي أو التصوير بالأمواج والأشعة، وعليه فلن نكون قادرين على الاستفادة بشكل كبير من البيانات الضخمة المخزنة لدى ناسا والتي سنحصل منها على نتائج قد تكون خاطئة بنسبة تفوق 40% لتوزع الشعاب المرجانية وتاريخ تشكلها وانتشارها، كل ذلك سيؤدي لتراجع مخزون الكوكب من الشعاب المرجانية بسب أنشطة الإنسان التي تسبب مزيدًا من الاحتباس الحراري وارتفاعًا في حرارة مياه البحار.
مستقبل المشروع إلى المريخ
يساعد المشروع الجديد ببياناته الكبيرة ودقتها العالية والذكاء الاصطناعي للحواسيب العملاقة في فهم المخلوقات الحية التي تعيش تحت سطح البحر كالشعاب المرجانية، الأمر الذي يمهّد الطريق إلى البحث عن أنواع الحياة المشابهة في الفضاء الخارجي وربما على سطح كواكب مجموعتنا الشمسية.
الستروماتوليت Stromatolite هي طبقات رسوبية تتشكّل على السواحل من الجير المحمول بمياه البحار والذي يحوي داخله على مخلوقات حية دقيقة، تشكل هذه الظاهرة ما يشبه القباب وتتشكل على مر السنوات الطويلة على شكل طبقات من الجير وتلك الأحياء، وتنتشر في عدة مناطق حول العالم.
تم دراسة الستروماتوليت الموجود في خليج القرش Shark Bay غرب أستراليا الذي يضم أكبر مساحة لتلك الظاهرة على سطح الأرض باستخدام التقنية الجديدة في محاولة لتشكيل خوارزمية ذكية تساعد في دراسة شبيهاتها على سطح المريخ.
هل تعتبر لعبة NeMO-Net مفيدةٌ حقًا؟
بالتأكيد، فالخيال الموجود عند اللاعبين قد يلهم العلماء والمهندسين العاملين في ناسا لابتكار أشياء جديدة، فهي ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ناسا بالاستفادة من بيانات الألعاب التي تطورها، وكمثال على ذلك نذكر لعبة Build It Yourself: Satellite التي تتيح تصميم قمر صناعي خاص بك وإطلاقه إلى الفضاء، مع جميع أجهزة الاستشعار التي يمكنك تركيبها كالكاميرات وأجهزة التصوير بالأمواج الكهرومغناطيسية لدراسة موضوع علمي ما، بعد ذلك يمكنك رؤية التصاميم الحقيقية المشابهة لقمرك الصناعي والتعرف عليها ورؤية نتائجها في محاولة لتطوير مهاراتك وإيصال مجموعة من المعلومات إلى ذهنك، وربما قد تكون فكرتك ملهمة لقمر صناعي جديد يحمل اسمك.
اللعبة قد لا تبدو ومسلية لأن هدفها تعليمي محض وتحوي على معلومات ضخمة بمستوى عالٍ، ولكننا ننصحك بتجربتها فهي تعمل في متصفح الإنترنت دون تحميل أو بيانات إضافية.
طوّرت ناسا على مدار السنوات الأخيرة عددًا لا بأس به من الألعاب الصغيرة المشابهة لأهداف تعليمية أو للاستفادة من بيانات اللاعبين لأغراض علمية، كألعاب اكتشاف الفضاء والكواكب ولصواريخ الفضائي، بالإضافة إلى الألعاب التعليمية الموجهة للأطفال والطلاب بهدف التوعية والتسلية، كل تلك الألعاب موجودة على الصفحة الرسمية لناسا.